روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | رمضان.. شهر التغير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > رمضان.. شهر التغير


  رمضان.. شهر التغير
     عدد مرات المشاهدة: 2299        عدد مرات الإرسال: 0

رمضان شهر التغييرإن لم نتغير في رمضان، فمتى نتغير؟!

وإن لم نصلح حالنا في رمضان، فهل عساه ينصلح من بعده؟!

فرمضان فرصة ذهبية لمن أراد إصلاح الأحوال، فالكل به عيوب والجميع تحيط به الذنوب، وفتن كقطع الليل المظلم قد أحاطت بالناس من كل جانب، وحب الدنيا تغلغل في القلوب فأصابها بالوهن وأقعدها عن طلب المعالي، والمتع والشهوات خطفت الأبصار وجذبت الأنظار نحو المتاع الفاني.

ووسط هذا الظلام الدامس والسواد الحالك يأتي رمضان كومضة من الضوء مباركة تضيء للناس طريقهم، وتهديهم سبلهم، وترشدهم إلى الصراط المستقيم، وتخرجهم من الظلمات إلى النور، والفائز السعيد من يستغل هذه الفرصة العظيمة لانتشال نفسه من طين المادية إلى آفاق السعادة الأبدية، ومن ظلمات البحر اللجي إلى نور السموات والأرض، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

ولكن الأمر ليس باليسير إلا من يسره الله عليه؛ فالعوائق كثيرة والموانع كبيرة والأعداء يتربصون بنا الدوائر، والشياطين تركوا جندهم ليكملوا المسيرة؛ مسيرة الضلال والإضلال والفساد والإفساد، من فر منها نجا وسعد، ومن وقع فيها شقي وفسد، ما بين المسلسلات والأفلام والسهرات والأمسيات والخيمة والشيشة الرمضانية.

لقد انقلبت الموازين وتبدلت المعايير، فبدلاً من أن يكون رمضان شهرًا للصيام جعلناه شهرًا للطعام، وبدلاً من أن يكون شهر القيام أصبح شهر التسالي والآثام، ولكن دوام الحال من المحال، ولن نترك المجال للعابثين والفاسدين يعيثون في الأرض الفساد.

بل ينبغي أن نأخذ على أيديهم، ونكفهم عن بغيهم، بداية من كشف مخططاتهم وفضح ألاعيبهم؛ حتى لا يفسدوا الشهر الكريم على العباد، ثم بصرف الناس عنهم وتحذيرهم من الوقوع في شراكهم وشباكهم، حتى إذا ما وجدوا أنفسهم وحدهم في المستنقع الذي صنعوه بأيديهم.

تجرعوا كأس المرارة وعضوا أناملهم من الغيظ، وعندئذٍ نقول لهم: موتوا بغيظكم، فإما أن تتوبوا وترجعوا عما أنتم فيه، وإما أن تنتظروا مصيركم وعاقبة أعمالكم، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: 227].

الكاتب: د. هاني فوزي